الرسل، وتكذيبهم ببعض (سبيلا) أي: مذهبا يذهبون إليه. وقال ابن جريج: دينا يدينون به.
أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا (151) والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورا رحيما (152) قوله تعالى: (أولئك هم الكافرون حقا) ذكر " الحق " هاهنا توكيدا لكفرهم إزالة لتوهم من يتوهم أن إيمانهم ببعض الرسل يزيل عنهم اسم الكفر.
يسئلك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا مبينا (153) قوله تعالى: (يسألك أهل الكتاب) في سبب نزولها ثلاثة أقوال:
أحدها: أنهم سألوه أن ينزل كتابا عليهم خاصة، هذا قول الحسن، وقتادة.
والثاني: أن اليهود والنصارى أتوا إلى رسول الله [صلى الله عليه وسلم]، فقالوا: لا نبايعك حتى تأتينا بكتاب من عند الله إلى فلان أنك رسول الله، وإلى فلان كل بكتاب أنك رسول الله، فنزلت هذه الآية، هذا قول ابن جريج.
والثالث: أن اليهود سألوا النبي [عليه السلام] أن ينزل عليهم كتابا من السماء مكتوبا كما نزلت التوراة على موسى، هذا قول القرظي، والسدي. وفي المراد بأهل الكتاب قولان:
أحدهما: اليهود والنصارى.
والثاني: اليهود وفي المراد بأهل الكتاب المنزل من السماء قولان:
أحدهما: كتاب مكتوب غير القرآن.
والثاني: كتاب بتصديقه في رسالته، وقد بينا في (البقرة) معنى سؤالهم رؤية الله جهرة، واتخاذهم العجل. و (البينات) الآيات التي جاء بها موسى. فإن قيل: كيف قال: ثم اتخذوا العجل، و " ثم " تقتضي التراخي. والتأخر: أفكان اتخاذ العجل بعد قولهم: (أرنا الله جهرة)؟
فعنه أربعة أجوبة: ذكرهن ابن الأنباري.