قوله تعالى: (الذين يشترون الحياة الدنيا) يشترون هاهنا: بمعنى يبتغون في قول الجماعة.
وأنشدوا:
وشريت... بردا ليتني * من بعد برد كنت هامه و " برد ": غلام له باعه. ومعنى الآية: ليكن قتال المقاتلين على وجه الإخلاص، وطلب الآخرة.
قوله تعالى: (فيقتل أو يغلب) خرج مخرج الغالب، وقد يثاب من لم يغلب ولم يقتل.
وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا (75) قوله تعالى: (والمستضعفين من الرجال) قال الفراء: تقديره: وفي المستضعفين. وكذلك روي عن ابن عباس. وقال الزجاج: المستضعفون في موضع خفض، والمعنى في سبيل الله، وسبيل المستضعفين، أي: ما لكم لا تسعون في خلاص هؤلاء؟ قال ابن عباس: وهم ناس مسلمون كانوا بمكة لا يستطيعون أن يخرجوا. و (القرية): مكة في قول الجماعة. قال الفراء: وإنما خفض (الظالم) لأنه نعت للأهل، فلما عاد الأهل على القرية كان فعل ما أضيف إليها بمنزلة فعلها، تقول: مررت بالرجل الواسعة داره.
قوله تعالى: (واجعل لنا من لدنك وليا) قال أبو سليمان: سألوا الله وليا من عنده يلي إخراجهم منها، ونصيرا يمنعهم من المشركين. قال ابن عباس: فلما فتح رسول الله مكة، جعل الله عز وجل النبي عليه السلام وليهم، واستعمل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد، فكان نصيرا لهم، ينصف الضعيف من القوي.
الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (76) قوله تعالى: (يقاتلون في سبيل الطاغوت) الطاغوت هاهنا في معنى جماعة، كقوله (ولحم الخنزير) معناه: ولحم الخنازير.
قوله تعالى: (إن كيد الشيطان) يعني: مكره وصنيعه (كان ضعيفا) حيث خذل أصحابه يوم بدر.