وتخفيف الراء. وقرأ عاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: لا يضركم بضم الضاد وتشديد الراء.
قال الزجاج: الضر والضير بمعنى واحد. فأما الكيد فقال ابن قتيبة: هو المكر. قال أبو سليمان الخطابي: والمحيط: الذي أحاطت قدرته بجميع خلقه، وأحاط علمه بالأشياء كلها.
وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم (121) قوله [تعالى]: (وإذ غدوت من أهلك) قال المفسرون: في هذا الكلام تقديم وتأخير، تقديره: ولقد نصركم الله ببدر، وإذ غدوت من أهلك. وقال ابن قتيبة: تبوئ، من قولك: بوأتك منزلا: إذا أفدتك إياه، أو أسكنتكه. ومعنى مقاعد للقتال: المعسكر والمصاف. واختلفوا في أي يوم كان ذلك، على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه يوم أحد، قاله عبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عباس، والزهري، وقتادة والسدي، والربيع وابن إسحاق، وذلك أنه خرج يوم أحد من بيت عائشة إلى أحد، فجعل يصف أصحابه للقتال.
والثاني: انه يوم الأحزاب، قاله الحسن، ومجاهد، ومقاتل.
والثالث: يوم بدر نقل عن الحسن أيضا. قال ابن جرير: والأول أصح، لقوله [تعالى]: (إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا) وقد اتفق العلماء أن ذلك كان يوم أحد.
قوله [تعالى]: (والله سميع عليم) قال أبو سليمان الدمشقي: سميع لمشاورتك إياهم في الخروج، ومرادهم للخروج، عليم بما يخفون من حب الشهادة.
إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون (122) قوله [تعالى]: (إذ همت طائفتان) قال الزجاج: كانت النبوءة في ذلك الوقت. وتفشلا:
تجبنا، وتخورا. (والله وليهما)، أي: ناصرهما. قال جابر بن عبد الله: نحن هم بنو سلمة، وبنو حارثة، وما نحب أن لو لم يكن ذلك لقول الله: (والله وليهما). وقال الحسن: طائفتان من الأنصار همتا بذلك، فعصمهما الله. وقيل: لما رجع عبد الله بن أبي في أصحابه يوم أحد، همت الطائفتان باتباعه، فعصمهما الله.