علامات يعرفونها على جهة القرعة. وإنما قيل للسهم: القلم لأنه يقلم، أي: يبرى. وكل ما قطعت منه شيئا بعد شئ، فقد قلمته، ومنه القلم الذي يكتب به، لأنه قلم مرة بعد مرة، ومنه:
قلمت أظفاري. قال: ومعنى: (أيهم يكفل مريم) لينظروا أيهم تجب له كفالة مريم، وهو الضمان للقيام بأمرها. ومعنى: (لديهم) عندهم وقد سبق شرح كفالتهم لها آنفا. وفي المراد بالكلمة هاهنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه قول الله له: " كن " فكان، قاله ابن عباس، وقتادة.
والثاني: انها بشارة الملائكة مريم بعيسى، حكاه أبو سليمان.
والثالث: أن الكلمة اسم لعيسى، وسمي كلمة، لأنه كان عن الكلمة. وقال القاضي أبو يعلى:
لأنه يهتدى به كما يهتدى بالكلمة من الله تعالى. وفي تسميته بالمسيح خمسة أقوال:
أحدها: أنه لم يكن لقدمه أخمص، والأخص: ما يتجافى عن الأرض من باطن القدم، رواه عطاء عن ابن عباس.
والثاني: انه كان لا يمسح بيده ذا عاهة إلا برأ، رواه الضحاك عن ابن عباس.
والثالث: أنه مسح بالبركة، قاله الحسن، وسعيد.
والرابع: أن معنى المسيح: الصديق، قاله مجاهد، وإبراهيم النخعي، وذكره اليزيدي. قال أبو سليمان الدمشقي: ومعنى هذا أن الله مسحه، فطهره من الذنوب.
والخامس: أنه كان يمسح الأرض أي: يقطعها، ذكره ثعلب. وقال أبو عبيد:
كلام العرب على معنيين.
أحدهما: المسيح الدجال، والأصل فيه: الممسوح، لأنه ممسوح أحد العينين. والمسيح عيسى، وأصله بالعبرانية " مشيحا " بالشين، فلما عربته العرب، أبدلت من شينه سينا، كما قالوا:
موسى، وأصله بالعبرانية موشى [وبيانه انه كان كثير السياحة] قال ابن الأنباري: وإنما بدأ بلقبه، فقال: المسيح عيسى ابن مريم، لأن المسيح أشهر من عيسى، لأنه قل أن يقع على سمي يشتبه به، وعيسى قد يقع على عدد كثير، فقدمه لشهرته، ألا ترى أن ألقاب الخلفاء أشهر من أسمائهم. فأما قوله: عيسى ابن مريم، فإنما نسبه إلى أمه، لينفي ما قال عنه الملحدون من النصارى، إذ أضافوه إلى الله تعالى.
قوله [تعالى]: (وجيها) قال ابن زيد: الوجيه في كلام العرب: المحبب المقبول. وقال ابن قتيبة: الوجيه: ذو الجاه وقال الزجاج: هو ذو المنزلة الرفيعة عند ذوي القدر والمعرفة، يقال: قد وجه الرجل يوجه وجاهة، ولفلان جاه عند الناس، أي: منزلة رفيعة.