تضمنت (أحاديث الكي) أربعة أنواع كما تقدم. قوله: فما أفلحن ولا أنجحن هكذا الرواية الصحيحة بنون الإناث فيهما، يعني تلك الكيات التي اكتويناهن وخالفنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فعلهن، وكيف يفلح أو ينجح شئ خولف فيه صاحب الشريعة؟ وعلى هذا فالتقدير فاكتوينا كيات لأوجاع فما أفلحن ولا أنجحن، وهو أولى من أن يكون المحذوف الفاعل على تقدير فما أفلحن الكيات ولا أنجحن، لأن حذف المفعول الذي هو فضله أقوى من حذف الفاعل الذي هو عمدة. ورواية الترمذي كما ذكره المصنف رحمه الله فيكون الفلاح والنجاح مسندا فيها إلى المتكلم ومن معه. وفي رواية لابن ماجة: فما أفلحت ولا أنجحت بسكون تاء التأنيث بعد الحاء المفتوحة.
باب ما جاء في الحجامة وأوقاتها عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن كان في شئ من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل أو لذعة نار توافق الداء وما أحب أن أكتوي متفق عليه. وعن قتادة عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء رواه أبو داود.
وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. وعن أبي بكرة أنه كان ينهى أهله عن الحجامة يوم الثلاثاء ويزعم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يوم الثلاثاء يوم الدم وفيه ساعة لا يرقأ رواه أبو داود. وروي عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحجامة يوم الثلاثاء لسبع عشرة من الشهر دواء لداء السنة رواه حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وليس إسناده بذاك.