الثقيلة أي غير متروك، ويحتمل أنه حال من القائل أي غير تارك. قوله: ولا مستغنى عنه بفتح النون وبالتنوين. قوله: ربنا بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هو ربنا، أو على أنه مبتدأ وخبره متقدم عليه، ويجوز النصب على المدح أو الاختصاص أو إضمار أعني. قال ابن التين: ويجوز الجر على أنه بدل من الضمير في عنه، وقال غيره على البدل من الاسم فقوله الحمد لله. وقال ابن الجوزي: ربنا بالنصب على النداء مع حذف أداة النداء. قوله: ولا مكفور أي مجحود فضله ونعمته، وهذا أيضا مما يقوي أن الضمير لله تعالى. قوله: إذا أكل أو شرب لفظ أبي داود: كان إذا فرغ من طعامه والمذكور في الباب لفظ الترمذي. وفي حديث أبي هريرة عند النسائي والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم مرفوعا: الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب ، وكسا من العرى، وهدى من الضلال، وبصر من العمى، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا. قوله:
وزدنا منه هذا يدل على الروايات التي ذكرناها أنه ليس في الأطعمة والأشربة خير من اللبن، وظاهره أنه خير من العسل الذي هو شفاء، لكن قد يقال إن اللبن باعتبار التغذي والري خير من العسل ومرجح عليه، والعسل باعتبار التداوي من كل داء، وباعتبار الحلاوة مرجح على اللبن، ففي كل منهما خصوصية يترجح بها، ويحتمل أن المراد وزدنا لبنا من جنسه وهو لبن الجنة كما في قوله تعالى: * (هذا الذي رزقنا من قبل) * (البقرة: 25). قوله: فإنه ليس يجزئ بضم أوله من الطعام أي بدل الطعام كقوله تعالى: * (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة) * أي بدلها.
كتاب الأشربة باب تحريم الخمر ونسخ إباحتها المتقدمة عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة رواه الجماعة إلا الترمذي. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مدمن الخمر كعابد وثن رواه ابن ماجة. وعن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
يا أيها الناس إن الله يبغض الخمر، ولعل الله سينزل فيها أمرا فمن كان عنده منها شئ