كتاب الصلاة - تقرير بحث المحقق الداماد ، لمؤمن - الصفحة ٧٥
أفضل، إلا إذا كان هناك معارض كانتظار الجماعة أو نحوه.
____________________
من لفظ (الوقت) بنفسه، إلا أن تذييله بقوله عليه السلام " وعليكم بالوقت الأول " الظاهر في اتحاد المراد منه ومنه ومن " أول وقتها " مما يوجب أن يجئ فيه احتمالان: (1)
(1) وفيه احتمال ثالث، وهو أن يكون المراد بالوقت الأول هو الوقت الذي جاء به جبرئيل لكل صلا في اليوم الأول، وقد بين هذا الوقت في عدة أخبار رواها في الوسائل (في الباب 10 من المواقيت) منها: موثقة معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآلهبمواقيت الصلاة، فأتاه حين زالت الشمس فأمره فصلى الظهر، ثم أتاه حين زاد الظل قامة فأمره فصلىالعصر، ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب، ثم أتاه حين سقط الشفق فأمره فصلى العشاء، ثم أتاه حين طلع الفجر فأمره فصلى الصبح، ثم أتاه من الغد حين زاد في الظل قامة فأمره فصلىالعصر، ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب، ثم أتاه حين سقط الشفق فأمره فصلى العشاء، ثم أتاه حين طلع الفجر فأمره فصلى الصبح، ثم أتاه من الغد حين زاد في الظل قامة فأمره فصلى الظهر، ثم أتاه حين زاد في الظل قامتان فأمره فصلىالعصر، ثم أتاه حين غربت الشمس فأمره فصلى المغرب، ثم أتاه حين ذهب ثلث الليل فأمره فصلى العشاء، ثم أتاه حين نور الصبح فأمره فصلى الصبح، ثم قال: ما بينهما وقت [الباب 10 الحديث 5] إلى غير ذلك من الأخبار الدالة على أنه أتى بوقت في اليوم الأول وبآخر في اليوم الثاني.
بل المتتبع المتدبر يقطع بإرادة هذا الوقت من الوقت الأول وإرادة الوقت الذي جاء به في اليوم الثاني من الوقت الثاني في لسان الأخبار، كما يشهد بذلك صحيح " زرارة " قال:
كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وحمران بن أعين، فقال له حمران: ما تقول فيما يقوله زرارة وقد خالفته فيه؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام ما هو؟ قال: يزعم أن مواقيت الصلاة كانت مفوضة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله هو الذي وضعها، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما تقول أنت؟ قلت: إن جبرئيل أتاه في اليوم الأول بالوقت الأول وفي اليوم الأخير بالوقت الأخير، ثم قال جبرئيل: ما بينهما وقت، فقال أبو عبد الله عليه السلام:
يا حمران! إن زرارة يقول: إن جبرئيل إنما جاء مشيرا على رسول الله صلى الله عليه وآله وصدق زرارة، إنما جعل الله ذلك إلى محمد صلى الله عليه وآله فوضعه وأشار جبرئيل عليه به [الوسائل الباب 7 من المواقيت الحديث 2] فإن ضم هذه الصحيحة إلى تلك الأخبار المتعددة يعلم منه أن الوقت الأول والثاني كان اصطلاحا عند الأصحاب في ما جاء به جبرئيل في اليوم الأول واليوم الثاني. ومنه يظهر النظر فيما أفاده (مد ظله) في صحيح " ابن سنان " ورواية " سعيد بن الحسن " ونحوهما.
(منه عفي عنه)