الرشاد والسعادة (1).
ح - ثم هناك ترحم النبي (ص) عليه، واستغفاره له باستمرار، وجزعه عليه عند موته (2) وواضح: أنه لا يصح الترحم إلا على المسلم، ولأجل ذلك قال " صلى الله عليه وآله وسلم " لسفانة بنت حاتم الطائي:
لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه (3).
ط - وكيف يحكمون لزيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر بن الخطاب، ولولده سعيد بن زيد، ولورقة بن نوفل، وقس بن ساعدة.
ولأبي سفيان الذي ما زال كهفا للمنافقين، والذي ستأتي لمحة عن تصريحاته ومواقفه في أواخر غزوة أحد كيف يحكمون لهؤلاء بالاسلام.
بل يروون عنه " صلى الله عليه وآله وسلم ": أنه قال عن أمية بن أبي الصلت: انه كاد أن يسلم في شعره (4).
ويقول الشافعي عن صفوان بن أمية: " وكان كأنه لا يشك في اسلامه " لأنه حين سمع يوم حنين قائلا يقول: غلبت هوازن، وقتل محمد، قال له: " بفيك الحجر، فوالله، لرب قريش أحب إلي من رب هوازن. " نعم، كيف يحكمون لكل هؤلاء بالاسلام، وهم لم يدركوا الاسلام، أو أدركوه ولم يسلموا، أو اظهروا الاسلام، وأبطنوا الكفر.