بل لقد حكم عدد منهم - كابن وحشي والاجهوري، والتلمساني بان من أبغض أبا طالب فقد كفر، أو من يذكره بمكروه فهو كافر (1).
بعض الأدلة على ايمان أبي طالب:
وقد استدل من قال بإسلامه بعدة أدلة، مثل:
أ - ما تقدم مما روي عن الأئمة " عليهم السلام "، والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مما يدل على ايمانه، وهم أعرف بأمر كهذا من كل أحد.
ب - ما تقدم من مناصرته للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وتحمله تلك المشاق والصعاب العظيمة، وتضحيته بمكانته في قومه، وحتى بولده، وتوطينه نفسه على خوض حرب طاحنة تأكل الأخضر واليابس. ولو كان كافرا؟ فلماذا يتحمل كل ذلك؟! ولماذا لم نسمع عنه ولو كلمة عتاب أو تذمر مما جره عليه محمد " صلى الله عليه وآله وسلم "؟!.
واحتمال: أنه كان يطمع بمقام أعظم.
غير وجيه، فإنه كان حينئذ قد بلغ من الكبر عتيا، حيث إنه قد توفي عن بضع وثمانين سنة، وهو يرى: موقف قومه منه، ومن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كيف هو، ولا يأمل أن يعيش إلى حيث يبلغ مثل ذلك المقام، كما أنه لا يجد الفرصة كبيرة لنيل ابن أخيه لذلك المقام بعده.
ج - وقد استدل سبط ابن الجوزي على ايمانه بأنه - كما نقل - لو كان أبو علي كافرا لكان شنع عليه معاوية وحزبه، والزبيريون وأعوانهم، وسائر أعدائه " عليه السلام "، مع أنه " عليه السلام " كان يذمهم ويزري عليهم بكفر الاباء والأمهات، ورذالة النسب (2).