وكذلك الحال بالنسبة إلى من أسلم من بني هاشم، حيث لم يعذب جعفر، ولا علي ولا غيرهما، وذلك لمكان أبي طالب رحمه الله، كما قلنا.
وأيضا فإن كلمة المؤرخين تكاد تكون متفقة على أن أول شهيد في الاسلام كان سمية وزوجها.
أضف إلى ذلك: أن كل ما يقال في كيفية إعلانه بالدعوة يتنافى ويتناقض مع ما ذكروه هنا (راجع ما تقدم تحت عنوان: فاصدع بما تؤمر).
والذي يمكن أن نفهمه: هو أنه ربما يكون الهدف من وضع هذه القضية هو أن يثبتوا أن خديجة قد تزوجت قبل النبي صلى الله عليه وآله برجل أو أكثر، وولد لها منهما. وقد تقدم ما يوجب الشك في ذلك، حين الكلام على زواجها بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله...
عمار بن ياسر:
وعذب عمار أيضا عذابا شديدا من قبل بني مخزوم، حتى أكره على التفوه بما يعجب المشركين، فتركوه؟ فاتى النبي " صلى الله عليه وآله " باكيا، وقال له: لم أترك يا رسول الله، وقد أكرهوني حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير.
فقال له النبي " صلى الله عليه وآله ": كيف تجد قلبك يا عمار؟
قال: إنه مطمئن بالايمان يا رسول الله قال: لا عليك، فإن عادوا إليك فعد لما يريدون؟ فقد أنزل الله فيك: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان (1) ".