إليك لتفتري علينا غيره الخ) فإنها تناقض وتنافي هذه القضية فكيف تكون قد نزلت من أجلها.
وذلك لان هذ الآيات تقول: إنه " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يركن إليهم، بل لم يقرب إلى الركون إليهم، وأن الله قد ثبته، وأنه لو ركن لعوقب، وقضية الغرانيق تقول: إنه قد زاد على الركون، فاستجاب، وافترى، وأدخل في القرآن ما ليس منه.
ومعنى الآية: أن المشركين قد أصروا على أن يتركهم وشأنهم، وتفاوضوا معه، ومع أبي طالب كثيرا، فلربما يكون النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد فكر في أن يمهلهم قليلا، لعلهم يفكرون ويرجعون؟
فجاءت الآية لتقول له: إن الصلاح في عدم الامهال، بل في الشدة.
هذا كله. عدا عن أنهم يقولون: إن آيات سورة الإسراء قد نزلت في ثقيف، حينما اشترطوا لاسلامهم شروطا تزيد في شرفهم، وقيل:
نزلت في قريش حينما منعته من استلام الحجر، وقيل: نزلت في يهود المدينة، عندما طلبوا منه ان يلحق بالشام. (1) وقد اقتصر القاضي البيضاوي على هذه الوجوه وسادسا: وأخيرا كيف سجد المشركون عند نهاية السورة لقوله تعالى: (فاسجدوا لله واعبدوا) مع أنهم يرفضون السجود لله؟ قال تعالى: (وإذ قيل لهم: اسجدوا للرحمان قالوا: وما الرحمان؟ أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا) ثم كيف. لا يرتد أحد من المسلمين، أو يتزلزل إيمانه حينما يعلم أن رسول الله قد مدح الأصنام، وجعل لها شفاعة (2)؟!.