انشقاق القمر، الحدث الكبير وأوردوا على انشقاق القمر، بأنه لو انشق - كما يقال - لرآه جميع الناس، ولضبطه أهل الأرصاد في الغرب والشرق، لكونه من أعجب الآيات السماوية، والدواعي متوفرة على استماعه ونقله.
وأجب:
أولا: إن من الممكن أن يغفل عنه، فلا دليل على كون كل حادث أرضي أو سماوي معلوما للناس، محفوظا عندهم، يرثه خلف عن سلف (1).
وأوضح ذلك بعض الاعلام بما حاصله:
إنه لا بد من ملاحظة الأمور التالية 1 - إن هذا الانشقاق قد حصل في نصف الكرة الأرضية، حيث يوجد الليل دون النصف الآخر، حيث يوجد النهار.
2 - وفي هذا النصف لا يلتفت أكثر الناس إلى ما يحصل في الاجرام السماوية إذا كان ذلك بعد نصف الليل، حيث الكل نائمون، فإنهم جميعا لا يلتفتون إلى ذلك.
3 - ولربما يكون في بعض المناطق سحاب يمنع من رؤية القمر.
4 - والحوادث السماوية إنما تلفت النظر لو كانت مصحوبة بصوت كالرعد، أو باثر غير عادي كقلة نور الشمس في الكسوف، إذا كان لمدة طويلة نسبيا.
5 - هذا كله عدا عن أن السابقين لم يكن لهم اهتمام كبير بالسماء ومراقبة ما يحدث لاجرامها.