الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٢٢
شهر (1) خديجة أم المؤمنين صلوات الله وسلامه عليها، أفضل أزواج النبي الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم "، وأحسنهن سيرة، وأخلاقا مع النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وقد كانت بعض نساء النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " (وهي عائشة) تغار منها غيرة شديدة، كما سنرى، رغم أنها لم تجتمع معها في بيت الزوجية، لان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد تزوجها بعد وفاة خديجة بزمان. (2) ونستطيع أن نعرف: كم كان لأبي طالب " عليه السلام "، ولخديجة صلوات الله وسلامه عليهما من خدمات جلى في سبيل هذا الدين من تسمية النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عام وفاتهما ب:
" عام الحزن ". (3) الحب في الله والبغض في الله:
ومن الواضح: أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يكن ينطلق في حبه لهما، وحزنه عليهما من مصلحته الشخصية، أو من عاطفة رحمية، وإنما هو يحب في الله تعالى، وفي الله فقط. ويقدر أي إنسان، ويحزن لفقده، ويرتبط به روحيا وعاطفيا، بمقدار ارتباط ذلك الانسان بالله، وقربه

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٣٤٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٣٢ البداية والنهاية ج ٣ ص ١٢٧ والتنبيه والاشراف ص ٢.
(٢) البداية والنهاية لابن كثير ج ٣ ص ١٢٧ - ١٢٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٢ ص ١٣٣ - ١٣٥ صحيح البخاري ج ٢ ص ٢٠٢ وكتاب عائشة للعسكري ص 46 فما بعدها. وقد ذكرنا بعض المصادر لذلك في ما يأتي في فصل: حتى بيعة العقبة، حين الكلام حول جمال عائشة وحظرتها.
(3) سيرة مغلطاي ص 26 وتاريخ الخميس ج 1 ص 301 والمواهب اللدنية ج 1 ص 56 والسيرة النبوية لدحلان ج 1 ص 139 ط دار المعرفة وأسنى المطالب ص 21.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 227 228 ... » »»
الفهرست