اللا منطقي: أن يقف في وجه هذا الدين، ويمنعه من تحقيق أهدافه بكل وسيلة ممكنة. ولا بد من تضييع الفرصة على النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وذلك حفاظا على ما يراه أنه مصلحته أولا، وليرضي حقده وحسده الذي يعتمل في صدره ثانيا؟ ذلك الحقد الذي لا مبرر له إلا أنه:
يرى في شخصية النبي الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " الصفات الحميدة، والأخلاق الرضية الكريمة، والسجايا الفاضلة، فإن ذلك يعتبر عنده ذنبا، وأي ذنب.
فبادر إلى المواجهة الصريحة، والوقحة والقبيحة، حيث استغل معجزة الطعام التي يراها الجميع بأم أعينهم، فرمى النبي الأكرم بالسحر وقال: لقد ما سحركم صاحبكم. فتفرق الجمع في اليوم الأول، ولم يستطع الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " أن يقول كلمته حتى اليوم التالي؟ حيث استطاع النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " أن يصدع بما أمره الله تعالى، ويقيم عليهم الحجة، كما تقدم بيانه.
و - الانذار أولا:
وما دمنا في الحديث عن إنذار عشيرته الأقربين؟ فإننا نسجل هنا:
أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قد أمر من قبل الله تعالى بالانذار أولا لعشيرته، فقال تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين) (1). وكذلك الحال بالنسبة لغيرهم من سائر الناس، فإنه تعالى قد قال لنبيه، كما في سورة المدثر، التي هي من العتائق النازلة في أوائل البعثة: (قم فأنذر) (2).
فقد جاء الانذار أولا، مع أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قد أرسل مبشرا ونذيرا، ومع أن القرآن هدى وبشرى أيضا.