بما لم يأت به أحد من العرب، فإن تطيعوني ترشدوا، وتفلحوا، وتنجحوا، إن هذه مائدة أمرني الله بها؟ فصنعتها لكم، كما صنع عيسى بن مريم " عليه السلام " لقومه؟ فن كفر بعد ذلك منكم، فإن الله يعذبه عذابا شديدا، لا يعذبه أحدا من العالمين، واتقوا الله، واسمعوا ما أقول لكم، واعلموا يا بني عبد المطلب: أن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له أخا، ووزيرا، ووصيا، ووارثا من أهله. وقد جعل لي وزيرا كما جعل للأنبياء من قبلي، وإن الله قد أرسلني إلى الناس كافة، وأنزل علي:
(وأنذر عشيرتك الأقربين) ورهطك المخلصين (1)، وقد والله أنبأني به، وسماه لي. ولكن أدعوكم، وأنصح لكم، وأعرض عليكم؟ لئلا يكون لكم الحجة فيما بعد، وأنتم عشيرتي وخالص رهطي، فأيكم يسبق إليها على أن يؤاخيني في الله، ويوازرني "، إلى آخر كلامه " صلى الله عليه وآله وسلم "، الذي ينسجم مع النص الذي ذكرناه في أوائل هذا الفصل فرا جعه (2).
وهذا النص هو الأوفق والأنسب لموقف كهذا، وهو ينسجم تماما مع أمر الآية بالانذار، فإن الانذار أولا هو الخطوة الطبيعية لأية دعوة، كما ذكرنا آنفا.
ح - التبشير والانذار:
ويقول المحقق البحاثة المرحوم الشيخ مرتضى المطهري: إن من يريد إقناع إنسان ما بعمل ما، فله طريقان: أحدهما: التبشير، بمعنى تشويقه، وبيان فوائد ذلك العمل. الثاني: إنذاره ببيان ما يترتب على تركه من مضار، وعواقب سيئة.