الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٨٥
وعلى كل حال، فإننا لن نستطيع أن نلم في هذه العجالة بجميع ما قيل، أو يقال حولها؟ فإن ذلك متعسر، بل متعذر ولذلك فنحن نكتفي بذكر أمرين لهما صلة بموضوع زواجه " صلى الله عليه وآله وسلم " بها.
ولربما يأتي إن شاء الله بحوث أخرى لجوانب أخرى مما يرتبط بها.
وهذان الأمران هما: سن عائشة وجمالها وحظوتها عند النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "؟ فنقول:
1 - سن عائشة:
ويقولون: إنه " صلى الله عليه وآله وسلم " قد عقد على عائشة، وهي بنت ست سنين، أو سبع. ثم انتقلت إلى بيته بعد هجرته إلى المدينة، وهي بنت تسع. وهذا هو المروي عنها (1).
ونحن نقول: إن ذلك غير صحيح، وأن عمرها كان أزيد من ذلك بكثير، ونستند في ذلك إلى ما يلي:
أولا: إن ابن إسحاق قد عد عائشة في جملة من أسلم أول البعثة، قال: وهي يومئذ صغيرة. وأنها أسلمت بعد ثمانية عشر إنسانا فقط (2). فلو جعلنا عمرها حين البعثة سبع سنين مثلا فإن عمرها حين العقد عليها كان 17 سنة، وحين الهجرة 20 سنة.

(١) راجع فيما ذكرناه: طبقات ابن سعد ج ٨ ص ٣٩، والإصابة ج ٤ ص ٣٥٩، وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٤١٣ وتهذيب التهذيب ج ١٢، وأسد الغابة ج ٥ وغير ذلك وراجع: شرح النهج للمعتزلي ج 9 ص 190 لكنه ناقض نفسه ص 191 فقال: انها توفيت سنة 57 ه‍. وعمرها 64 سنة، وهذا يعني أنها كان عمرها حين الهجرة سبع سنوات فقط.
(2) راجع: سيرة ابن هشام ج 1 ص 271، وتهذيب الأسماء واللغات ج 2 ص 351 و 329 عن ابن أبي خيثمة في تاريخه عن ابن إسحاق، والبدء والتاريخ ج 4 ص 146.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست