المسجد عنوة، بل إنهم ليسوا من عباد الله المؤمنين؟ لانهم قد تخلوا عن دينهم، وجروا خلف شهواتهم، واستبدت بهم انحرافاتهم بشكل واضح لكل أحد.
والروايات ماذا تقول:
لقد وردت بعض الروايات - التي ليس لها أسانيد - معتبرة - تفيد:
أن الفساد الأول هو قتل علي، وطعن الحسن " عليه السلام "، والعلو الكبير هو قتل الحسين، ووعد أولاهما نصر دم الحسين، والمبعوثون أولا هم قوم قبل خروج القائم، وكان وعدا مفعولا: خروج القائم. وثم رددنا لكم الكرة عليهم: خروج الحسين في سبعين من أصحابه (1).
وفي تفسير القمي: الفساد الأول: فلان وفلان، ونقضهم العهد، والعلو الكبير: ما ادعوه من الخلافة. ووعد أولاهما: الجمل. وجاسوا خلال الديار: طلبوكم، وقتلوكم، ورددنا لكم الكرة: بنو أمية. ووعد الآخرة: القائم " عليه السلام "، وكما دخلوه أول مرة: رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم ".
وواضح: أن مفاد هذه الروايات ليس هو محط نظر الآيات صراحة، وإنما هي - إن صحت - من باب الإشارة إلى أن ما يجري لبني إسرائيل، يجري مثله لهذه الأمة أيضا؟ إذ من الواضح: أن ما ذكرناه في مفاد الآيات لا ينسجم مع ما جاء في هذه الروايات، كما يظهر بالملاحظة، والمقارنة.
الرأي الأمثل:
وإذ قد عرفنا معنى الآيات إجمالا، وعرفنا: أن مفادها لم يحصل ولم يقع لبني إسرائيل بعد، لا في تاريخهم القديم، ولا الحديث، فإننا