الفلسطينيون والأرض:
وبعد كل ما تقدم، فإننا لا بد أن نشير هنا إلى أن الفلسطينيين قد هبوا للدفاع عن شرفهم وكرامتهم، وتحرير أرضهم، والدفاع عن دينهم واسلامهم.
وإننا في نفس الوقت الذي نحيي فيه الشعب الفلسطيني المسلم، ونحيي المقاتلين الشرفاء والغيارى من هذا الشعب الأبي.
فإننا نجد بعض المنظمات، التي لا تمثل الشعب الفلسطيني، ولا أكثرية المناضلين من أجل حقهم ووطنهم، قد أعرضت عن هذا الاسلام العظيم، ولم تتخذه عقيدة ومنطلقا لها، بل هي لا تعرف منه الا اسمه، بل هي تحاول الابتعاد عنه، والتبري منه، وتعتبره رجعيا ومتأخرا. وذلك لأنها تسعى وراء الحصول على مكاسب دنيوية، مادية. بل لقد اتخذت الماركسية وغيرها مذهبا وعقيدة لها؟ فبئس للظالمين بدلا.
والأنكى من ذلك والأشد مرارة: أننا نشهد من هذه المنظمات محاولات جادة لاجهاض الثورة الاسلامية الفلسطينية، وتضييع ثمرة جهودها وجهادها. فقاتل الله الخونة الأفاكين أنى يؤفكون.
ولكن شذوذ هؤلاء وانحرافهم لا يعني أنه يجب تشويه صورة الفلسطينيين جميعا في أذهان الشعوب المسلمة المؤمنة؟ فان ذلك سوف يكون ظلما آخر لهذا الشعب، كما أنه سوف يحرم القضية من قوة دافعة لها أهميتها. وذلك لان أية قضية إذا أفرغت من محتواها الانساني؟ فإنها تفقد زخمها وقوتها، ودافعها العاطفي وذلك لان هذا الانسان العادي ربما يخطر له: انه لماذا يقاتل ويضحي، ما دام أن الأرض يمكن أن تباع وتشترى، ويقايض عليها، والانسان وحده هو الاعلى والاغلى؟ فلماذا إذن تزهق النفوس والأرواح في سبيل قطعة من الأرض، ما دام يمكن