بل - لعل ذكر دخول المسجد بين التتبير لما علوا، وبين سوء الوجوه للإشارة إلى أن دخول المسجد سيكون في وسط المعركة، في المرة الثانية، وكذلك سيكون في المرة الأولى لقوله تعالى؟ (كما دخلوه أول مرة).
وإلا، فلو صح ما ذكره صاحب هذا الرأي، لوجب أن يكون الدخول الثاني للمسجد صلحا، لا عنوة، كما كان دخول عمر بن الخطاب في السابق. وحينئذ فلا يبقى معنى لذكر دخول المسجد فيما بين قوله: (ليسوؤا وجوهكم)، وبين قوله: (ليتبروا ما علوا تتبيرا).
وثالثا: إنه لم يكن لليهود في زمن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فساد في الأرض، وعلو كبير فيها، وإنما كانوا في محيط ضيق جدا محصورين في نواحي المدينة، وكانوا مقهورين من قبل الأوس والخزرج، ويمالئون مشركي مكة، وسائر القبائل في المنطقة، فلا يصح أن يقال: إن لهم (علوا كبيرا). فضلا عن إضافة قوله: (في الأرض) سواء قلنا: إن المراد: الأرض المقدسة، يعني فلسطين، أو قلنا: بان المراد الأرض مطلقا اي معظمها، أو السيطرة على مراكز القوة والنفوذ فيها.
وثمة رأي آخر أيضا:
وهو أن الحروب التي جرت بين العرب وإسرائيل تمثل المراحل الثلاث الأولى، وبقيت المرحلة الأخيرة، التي أشارت إليها الآية بالقول: (فإذا جاء وعد الآخرة، ليسوؤا وجوهكم إلخ...) وهي سوف تأتي إن شاء الله تعالى (1).
وهذا أيضا رأي لا يمكن المساعدة عليه؟ لان العرب الذين حاربوا إسرائيل لم يجوسوا خلال ديار بني إسرائيل في حروبهم تلك، ولادخلوا