5 - الاسلام دين الفطرة:
إننا نلاحظ، أن أهل الطائف قد خافوا على أحداثهم من دعوة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، رغم أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يقم بينهم سوى فترة قصيرة جدا. الامر الذي يؤكد على أن الاسلام كان يجد سبيله بيسر وسهولة إلى العقول الصافية والنفوس البريئة وينسجم مع الفطرة السليمة، التي لم تتلوث بعد بالمفاهيم المنحرفة، ولم تطغ عليها عوامل المصالح الشخصية، والعواطف القبلية، وغير ذلك.
وكيف لا يجد سبيله إليها بيسر، وهو الدين القائم على الدليل والبرهان العقلي، والمنسجم مع الفطرة، وهو دين الضمير والوجدان الحي.
ومن هنا، فإننا نلاحظ: أنهم لم يمكنهم الرد عليه ومناقشته، بل طلبوا منه أن يخرج من بينهم، وحاولوا ان يشوهوا صورته في أذهان أولئك الذين استمعوا إليه، - وفي أذهان الصغار الذين أغروهم به " صلى الله عليه وآله وسلم " والذين يمكن ان تؤثر فيهم دعوته - بما استعملوه ضده من أساليب غير منطقية، وإنما تتميز بالإهانة والأذى، ثم السخرية والاستهزاء الجارح والمهين.
6 - هل كانت هذه سفرة فاشلة؟!.
ولربما يتسأل البعض: عن الفائدة لهذه الرحلة الفاشلة؟
وفي جوابه نقول: إن هذه الرحلة لم تكن فاشلة، كما ربما يتصور البعض.
فإن من الطبيعي أن تترك هذه الحادثة آثارا إيجابية من نوع ما في أذهان من التقى بهم، وكلمهم، وان تثمر فيما بعد ثمارها المطلوبة والمرجوة