إلى نفسه، ليعودا كما كانا، وأي محذور عقلي في ذلك (1).
وقد أوجز العلامة الطباطبائي الإجابة عن سؤال امتناع لالتيام لعدم الجاذبية، فقال: إن الاستحالة العقلية ممنوعة، والاستحالة العادية، بمعنى اختراق العادة، لو منعت عن الالتيام بعد الانشقاق، لمنعت أولا عن الانشقاق بعد الالتيام ولم تمنع. وأصل الكلام مبني على خرق العادة (2).
دلالة الآية القرانية على ذلك:
ويحتمل البعض: أن يكون قوله تعالى: (اقتربت الساعة وانشق القمر) ناظرا إلى المستقبل، وأنه من أشراط الساعة، كتكوير الشمس، وانكدار النجوم.
وأجيب عنه بما حاصله:
أولا: إن ظاهر قوله تعالى: (وان يروا آية يعرضوا ويقولوا: سحر مستمر) هو أن جماعة من مخالفي النبي لا يؤمنون بالآيات وكلما جاءتهم آية يزيد عنادهم واستكبارهم، ويعتبرونها من السحر. مما يدل على أنه قد جرى له " صلى الله عليه وآله وسلم " معهم في قصة انشقاق القمر مثل ذلك.
ثانيا: إن جملة " انشق " فعل ماض، ولا يراد الاستقبال من الفعل الماضي إلا بقرينة، وهي غير موجودة. بل الموجود خلافه؟ فقد قال الرازي: " المفسرون بأسرهم على أن المراد أن القمر انشق، ودلت الاخبار الصحاح عليه " (3) - وإن كان الطبرسي وابن شهرآشوب يستثنيان: