من الأطراف المحيطة بهم.
فهم يرون مصيرهم مرتبطا اقتصاديا واجتماعيا بغيرهم، وهم بحاجة إلى التقرب والتزلف إلى ذلك الغير، واستجلاب محبتهم ورضاهم، حتى لا يتعرضوا للضغط الاجتماعي، أو إلى حصار اقتصادي - كما جرى لبني هاشم - من قبل من يحيط بهم، لا سيما من المكيين، حيث السوق الرئيس لمنتجاتهم.
ثم إنه قد كان لهم صنم يقال له اللات، وكان له سدنة. ويزوره العرب (1) فكان لهم مركز ديني أيضا بين العرب، يهتمون جدا بالمحافظة عليه.
ومن هذا وذاك، نعرف السر في أنهم كانوا أشداء في مواجهة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وحريصين على اخراجه من بينهم بسرعة.
ويشار هنا: إلى أن أهل الطائف الذين قتلوا عروة بن مسعود الداعي إلى الاسلام قد تأخر اسلامهم إلى أواخر حياة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " فوفدوا عليه " صلى الله عليه وآله وسلم " في سنة تسع، سنة الوفود ولم يؤمنوا إلا بعد أن ادركوا: أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب. فلا يخرج لهم مال إلا نهب، ولا إنسان إلا أخذ؟ فلما رأوا عجزهم اجتمعوا وأرسلوا.. الخ (2).