ونشير أخيرا، إلى أن مكة مهما عظمت الثروة فيها، فإنها لا تخرج عن كونها محدودة الامكانات، تبعا لموقعها، وحجمها؟ لأنها لم تكن مدينة كبيرة جدا، بل كانت بلدا كبيرا بالنسبة إلى القرية، ولذا جاء التعبير عنها في القرآن ب " أم القرى " وثروة في بلد كهذا تبقى دائما محدودة، تبعا لمحدوديته، وقدراته، وامكاناته.
حكيم بن حزام وعواطفه تجاه المسلمين:
قد تقدم انهم يذكرون حكيم بن حزام في جملة من كان يرسل الطعام سرا إلى المسلمين في شعب أبي طالب روى ذلك ابن إسحاق وغيره. (1).
ولكننا بدورنا نشك في ذلك، فإن حكيم بن حزام كان من القوم الذين انتدبتهم قريش لقتل رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الغار، وباتوا على باب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يرصدونه بانتظار ساعة الصفر (2) وقد رد الله كيدهم إلى نحورهم.
أضف إلى ذلك: أنه كان يحتكر جميع الطعام الذي كان يأتي إلى المدينة على عهد رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " (3). وكان من المؤلفة قلوبهم (4).
ومن كانت له نفسية كهذه، فإنه يصعب عليه جود كهذا، خصوصا