المطلب، يزعم أنه نبي، يدعونا إلى أن نمنعه، ونقوم معه، ونخرج به إلى بلادنا.
فوضع الشيخ يديه على رأسه، ثم قال: يا بني عامر، هل لها من تلاف؟ هل لذناباها من مطلب؟ والذي نفس فلان بيده، ما تقولها إسماعيلي قط، وإنها لحق، فأين رأيكم كان عنكم! (1) ومثل ذلك جرى له " صلى الله عليه وآله وسلم " مع قبيلة كندة، كما ذكره أبو نعيم في دلائل النبوة (2).
ونحن نسجل هنا ما يلي:
1 - الأمر لله:
لقد نصت الرواية على أن الامر لله يضعه حيث يشاء، ونستفيد من ذلك:
ألف: ان الرسول لم يعط هؤلاء وعدا بما طلبوه منه، من جعل الامر لهم بعده، بل أجابهم بأن الامر لله، يضعه حيث يشاء أي انه لا يمكن ان يعد بما لا يعلم قدرته على الوفاء به، تماما على العكس من السياسيين الذين عرفناهم في عصرنا الحاضر، وعلى مر العصور الذين لا يتورعون عن اغداق الوعود المعسولة على الناس، حتى إذا وصلوا إلى غايتهم، وجلسوا على كرسي الزعامة فإنهم ينسون كل ما قالوه، وما وعدوا به.
ولكن نبي الاسلام الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " رغم انه كان