ماذا بعد فشل المفاوضات؟
وبعد فشل المفاوضات، فقد ظهر لأبي طالب:
أن السيل قد بلغ الزبى، وأنه على وشك الدخول في صراع مكشوف مع المشركين. فلا بد من الحذر والاحتياط للامر؟ فجمع بني هاشم، وبني المطلب، ودعاهم إلى منع الرسول، والقيام دونه، فأجابوه، وقاموا معه، باستثناء أبي لهب لعنه الله تعالى.
ومنع الله عز وجل رسوله، فلم يكن لهم إلى أن يضروه في شعره وبشره سبيل، غير أنهم يرمونه بالجنون، والسحر، والكهانة، والشعر، والقرآن ينزل عليه " عليه السلام " بتكذيبهم. ورسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " قائم بالحق، ما يثنيه ذلك عن الدعاء إلى الله عز وجل سرا وجهرا.
وذلك لان المشركين بعد أن أدركوا:
أن الاعتداء على شخصه " صلى الله عليه وآله وسلم " سوف يتسبب في صراع مسلح لم يعدوا له عدته، وليسوا على يقين من أن تكون نتائجه لصالحهم، خصوصا مع ما كان لبني هاشم من علاقات، ومن أحلاف مع القبائل، كحلف المصيبين، وحلف عبد المطلب مع خزاعة التي كانت تقطن خارج مكة. بل قد توجب هذه الحرب - لو نشبت - التمكين لمحمد " صلى الله عليه وآله وسلم " من نشر دعوته (1). فمن أجل كل ذلك آثر المشركون أن يبتعدوا عن الحرب، ويتبعوا أساليب أخرى لتضعيف أمر محمد " صلى الله عليه وآله وسلم "، والوقوف في وجه دعوته؟ فنجدهم:
ألف: ينهون الناس عن الالتقاء بالنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "،