ط - أخي ووصيي:
ويلفت نظرنا هنا قوله " صلى الله عليه وآله وسلم ": على أن يكون أخي الخ. فإن ذلك يؤكد لهم على مدى التلاحم والمحبة بينه وبين ذلك الذي يؤازره ويعاونه، إلى حد أنه يعتبره أخا له، فليست العلاقة بينهما علاقة رئيس ومرؤوس، وآمر ومأمور، ولا عال بدان، وإنما هي علاقة بين متكافئين في الانسانية، كما أنها علاقة تعاون وتعاضد على العمل البناء والمثمر، وعلاقة أخ مع أخيه، تغمرها المحبة، والثقة والصفاء، بكل ما لهذه الكلمات من معنى.
أضف إلى ذلك، ما في ذلك من دلالة على المستوى السامي الذي كان قد بلغه أمير المؤمنين " عليه السلام " حتى يستحق وسام الاخوة فيما بينه وبين سيد البشر، من مضى منهم، ومن غبر.
فاصدع بما تؤمر:
وبعد أن أنذر " صلى الله عليه وآله وسلم " عشيرته الأقربين. وبعد أن انتشر أمر نبوته " صلى الله عليه وآله وسلم " في مكة، بدأت قريش تتعرض لشخص النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بالاستهزاء والسخرية، وأنواع التهم، كما يظهر؟ إذ أنهم قد عرفوا جدية القضية، وأدركوا أبعادها. فبادروا إلى تلك الأساليب بهدف الحط منه " صلى الله عليه وآله وسلم " أمام الرأي العام، وابتذال شخصيته. على الرغم من أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " لم يطلب منهم بعد أن يؤمنوا بما جاء به، كل ذلك حسدا وبغيا منهم، وتخوفا من المستقبل، ليس إلا.
وكان لذلك الاستهزاء تأثير على إقبال الناس على الدخول في الاسلام؟ فاغتم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لذلك جدا، واعتبر ذلك عائقا في سبيل انتشار دعوته، وأداء مهمته؟ فأنزل الله عليه يأمره بإظهار