النبي لم يؤمر بالحرب بعد:
كما أننا نجده " صلى الله عليه وآله وسلم " لا يأذن للمجتمعين في العقبة بان يميلوا على قريش بأسيافهم؟ لان معنى ذلك هو القضاء على هذا الدين، وعلى حماته الأبرار، ولا سيما مع قلتهم، وكونهم في الموسم، الذي تجتمع فيه الناس من كل حدب وصوب، وكلهم على نهج وطريقة، ومذاق قريش، ويدورون في فلكها دينيا وعقائديا وفكريا، وحتى مصلحيا أيضا. ولن يكون هناك أية فرصة لانتصار الأنصار على عدوهم في بلاده.
وقريش التي ترى في المدينة أهمية خاصة لأنها على طريق قوافلها إلى الشام ولأجل ذلك أطلقت سعد بن عبادة. لن تسكت على موقف الأنصار هذا. ويكون لها كل الحق أمام أهل الموسم، وحتى أمام المدنيين المشركين في أن تضربهم الضربة القاصمة والقاضية، لانهم في موقف المعتدي، وعلى قريش أن ترد هذا الاعتداء بالكيفية وبالحجم الذي تراه مناسبا.