المؤاخاة بين المهاجرين:
وكتمهيد لعملية الهجرة، حيث يفترض أن يواجه المسلمون الكثير من المصاعب، التي تحتاج إلى التعاون والتعاضد بأعلى مراتبه، كانت عملية المؤاخاة التي أريد بها السمو بعلاقات هذا الانسان عن المستوى المصلحي، وجعلها علاقة إلهية تصل إلى درجة الاخوة؟ ليكون أثرها في التعامل بين المسلمين أكثر طبيعية، وانسجاما، وبعيدا عن النوازع النفسية التي ربما توحي للمعين والمعان بأمور من شانها أن تعقد العلاقات بينهما نفسيا على الأقل.
وقد رأينا: أن البعض يتوهم ترتب التوارث على هذه المؤاخاة دون الرحم، وذلك يدل على عمق تأثير هذا الحدث في المسلمين؟ في روحياتهم وفي علاقاتهم على حد سواء.
وعلى كل حال، فلقد آخى الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " قبل الهجرة فيما بين المهاجرين، على الحق والمواساة؟ فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين حمزة وزيد بن حارثة، وبين عثمان و عبد الرحمان بن عوف، وبين الزبير وابن مسعود وبين عبادة بن الحارث وبلال. وبين مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص، وأبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة، وبين سعيد بن زيد وطلحة، وبين علي " عليه السلام " ونفسه " صلى الله عليه وآله وسلم "، وقال: أما ترضى أن أكون أخاك؟.
قال: بلى يا رسول الله رضيت.
قال: فأنت أخي في الدنيا والآخرة (1).