3 - إن بني إسرائيل سوف تكثر بعد ذلك أموالهم، وأولادهم، وذلك يحتاج إلى مدة طويلة نسبيا، ولسوف يجهزون جيشا أعظم من جيش أولئك العباد، وتكون الكرة لهم عليهم.
4 - ثم إنهم بعد ان يعودوا إلى الافساد من جديد؟ في مهلة زمنية لا بأس بمقدارها يعود أولئك العباد إلى حربهم، ليسوؤا وجوههم، وليتبروا ما علوا تتبرا.
ب: إن حصول المرتين الأولى والثانية، يعني الافساد والأول من بني إسرائيل ثم إرسال الله تعالى عبادا له عليهم، أمر حتمي، لقوله تعالى: " وكان وعدا مفعولا ". أما المرتان الأخيرتان فهما تتوقفان على اعتبار بني إسرائيل بما حصل، ثم اختيارهم أحد الامرين.
فلأجل ابراز عنصر الاختيار هذا والتشكيك بصدوره منهم، عبر ب " ان ": (أن أحسنتم الخ..) لأنها تستعمل في مقام الترديد والشك في صدور الاحسان منهم.
ضرب القاعدة، وإعطاء الضابطة:
ثم إنه بالنسبة للافساد الثاني قد اختار التعبير ب " إذا " كما استعمل نفس هذه الكلمة بالنسبة لافسادهم الأول، وذلك لإفادة أن اختيارهم لطريق الشر أمر حتمي. ولا شك فيه لما يعلمه الله فيهم من خصائص، وطموحات.
ولكن جواب الشرط قد جاء بصيغة المضارع لإفادة حصول سوء الوجوه والتتبير بصورة تدريجية، ليكون ذلك أدعى في الاذلال، وأدل على المساءة ولكن هذا المضارع إنما هو بملاحظة زمان تحقق الشرط في المستقبل.
ويلاحظ هنا: كثرة المؤكدات على صدور ذلك منهم؟ فلاحظ قوله