الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٢٧١
الجن وبين استراق السمع في السماء، وأرسلت عليهم الشهب، ففهموا:
أن ذلك إنما هو لحدث جرى في الأرض فعادوا إليها، وبحثوا عن الامر، فوجدوا أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد بعث، فاستمعوا القرآن وآمنوا، فنزلت الآية (1).
وفي رواية أخرى: أن إبليس أرسل جنوده ليكشفوا له الامر، فعادوا إليه بنبأ بعثته " صلى الله عليه وآله وسلم " (2).
وإلى ما ذكرناه من كون ذلك في أوائل البعثة ذهب ابن كثير أيضا (3) ويدل على ذلك أيضا: أن عددا من الروايات تذكر: أن ابن مسعود كان معه " صلى الله عليه وآله وسلم " ليلة الجن (4). وابن مسعود من المهاجرين إلى الحبشة، فلا بد أن تكون القضية قد حدثت قبل هجرته إليها، أي قبل الخامسة من البعثة.
4 - الطائف وعلاقاتها بمن حولها:
إن أهل الطائف كانوا مرتبطين اقتصاديا بأهل مكة، ومن حولهم، لانهم كانوا يصدرون الفاكهة التي هي عمدة محاصيلهم إلى مكة وغيرها

(١) راجع: الدر المنثور ج ٦ ص ٢٧٠ / ٢٧٥، عن: البخاري، ومسلم، وعبد بن حميد، وأحمد، والترمذي والنسائي، والحاكم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه، وأبي نعيم، والبيهقي معا في الدلائل وغير ذلك. وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠٣ - ٣٠٤ ويقال: إن آيات سورة الأحقاف قد نزلت حين رجوعه من الطائف بهذه المناسبة. ولكن يدفع ذلك ما في الدر المنثور ج ٦ ص ٤٥ عن مسلم، وأحمد، والترمذي، وعبد بن حميد وغيرهم.
(2) تاريخ الخميس ج 1 ص 304.
(3) تاريخ الخميس ج 1 ص 303 عن المواهب اللدنية.
(4) تاريخ الخميس ج 1 ص 304.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 277 ... » »»
الفهرست