بأمس الحاجة إلى من يمد له يد العون لا سيما من قبيلة كبيرة تملك من العدد والعدة ما يمكنها من حمايته، والرد عنه. إلا إنه يرفض ان يعد بما لا يملك الوفاء به، حتى ولو كان هذا الوعد يجر عليه الربح الكثير فعلا.
ب - إن جواب النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لهم بقوله:
" الامر لله يضعه حيث يشاء " يؤيد ما يذهب إليه أهل البيت (ع) وشيعتهم الأبرار رضوان الله تعالى عليهم، من أن خلافة النبوة ليست من المناصب التي يرجع البت فيها إلى الناس. بل هي منصب الهي، والامر لله فيها، يضعه حيث يشاء.
2 - سمو الهدف، والنظرة الضيقة:
وإن عرض هذه القبيلة مساعدتها على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بهذا النحو، إنما يدل على أنها لا تريد في مساعدتها له وجه الله سبحانه، ولا تنطلق في موقفها ذاك من قاعدة إيمانية قوية، وقناعة عقائدية راسخة، ولا طمعا بثواب الله، ولا خوفا من عقابه.
وإنما تنطلق في ذلك من نظرة ضيقة، مصلحية تجارية بالدرجة الأولى: وتريد من نصرها له أن تأكل به العرب، وتحصل على المجد والسلطان.
ومن الواضح - بناء على هذا - أن نصرها له لسوف ينتهي، عندما تجد: أن مصلحتها قد انتهت، وحصلت على كل ما تريد، أو حينما ترى:
أن تجارتها الدنيوية قد خسرت، بل لربما تنقلب عليه إذا رأت فيه عائقا يمنعها من تحقيق أهدافها، أو الاحتفاظ بالامتيازات الظالمة التي تفرضها لنفسها.
وهكذا يتضح: أن الاعتماد على من يفكر بعقلية كهذه، وبتعامل من منطلق كهذا ليس إلا اعتمادا على سراب، إن لم يجر على من يعتمد عليه البلاء والعذاب.