وأما القول بان المقصود: هو أنه القائم بشؤونهم الدنيوية؟ فيكذبه الواقع؟ فإن عليا " عليه السلام " لم يكن كذلك بالنسبة لأي من الهاشميين. ولو كان المقصود هو خصوص الحسنين عليهما السلام، وفاطمة صلوات الله وسلامه عليها، فإن من الواضح أنهما وكذلك أمهما ما كانوا قد ولدوا بعد. كما أن نفقة هؤلاء واجبة عليه بالأصالة لا بالخلافة، وأما غيرهم فلم يكن " عليه السلام " مكنفا بالانفاق عليه، ولا كان يفعل ذلك (1).
أضف إلى ذلك كله: أنه بعد أن يصبح الانسان رجلا عاقلا وكاملا، فإنه لا يبقى بحاجة إلى ولي يدبر شؤونه، بل يستقل هو نفسه في ذلك.
وعلى هذا، فلا يبقى للولي وللخليفة معنى. إذا كان هذا هو المراد.
ونشير هنا إلى أن الدواعي كانت متوفرة لتحريف هذه الواقعة، وجعلها خاصة بالخلافة على الأهل، ولا تشمل الخلافة العامة التي هي موضع الاخذ والمراد كما هو معلوم.
ج - لماذا تخصيص العشيرة بالدعوة؟!:
هذا ولا يخفى أن الاهتمام بدعوة عشيرته الأقربين كان خير وسيلة لتثبيت دعائم دعوته، ونشر رسالته؟ لان الاصلاح يجب أن يبدأ من الداخل، حتى إذا ما استجاب له أهله وقومه، اتجه إلى غيرهم بقدم ثابتة، وعزم راسخ ومطمئن.
كما أن دعوته لهم سوف تمنحه الفرصة لاكتشاف عوامل الضعف والقوة في البنية الداخلية، من حيث ارتباطاته وعلاقاته الطبيعية، وليعرف مقدار الدعم الذي سوف يلاقيه؟ فيقدر مواقفه، وإقدامه، وإحجامه على أساسه.