بحكم المنطق القبلي الذي يهيمن على مواقفهم وتصرفاتهم لن يتركوا ابن أخيهم، حتى ولو كان على غير دينهم، (وقد وعدوا أبا طالب باستثناء أبي لهب أن يمنعوا محمدا ممن يريد به سوءا كما تقدم). بل إن تحرك أبي جهل في ظروف كهذه لربما يؤدي إلى ترسيخ أمر محمد، وإلى دخول الكثيرين من بني هاشم في دينه، حمية وانتصارا. وهذا ما لا يريده أبو جهل، ولا يرغب فيه.
إذن، فقد كانت جميع الظروف تدفعه إلى الاستسلام للذل والهوان في مقابل أسد الله وأسد رسوله.
والخلاصة: أن حب أبي جهل للحياة، وجبنه، ثم ما كان يراه من الصلاح في عدم التصعيد في مناهضة محمد وبني هاشم. قد جعله في موقف الذليل المهان.
وجعل الله كلمة الباطل هي السفلى، وكلمة الحق هي العليا.
ملاحظة هامة:
والملاحظ هنا: أنه بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب تتراجع قريش، وتلين من موقفها، وتدخل في مفاوضات معه " صلى الله عليه وآله وسلم "، وتعطيه بعض ما يريد، لأنها رأت أن المسلمين يزيد عددهم ويكثر، فكلمه عتبة، فأبى " صلى الله عليه وآله وسلم " كل عروضهم (1).
عبس وتولى:
ويذكر المؤرخون بعد قضية الغرانيق، القضية التي نزلت لأجلها سورة عبس وتولى، المكية، والتي نزلت بعد سورة النجم. وملخص هذه