هجرة عمر بن الخطاب:
ومما يلفت النظر هنا ما يقال عن كيفية هجرة عمر بن الخطاب، حيث يروون عن علي " عليه السلام " أنه قال:
ما علمت أحدا من المهاجرين هاجر إلا مختفيا، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد بسيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يديه أسهما، واختصر عنزته، ومضى قبل الكعبة، والملا من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعا، ثم أتى المقام فصلى ركعتين، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة؟ فقال: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، فمن أراد أن تثكله أمه، أو يؤتم ولده، أو ترمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي.
قال علي رضي الله عنه: فما تبعه أحد، ثم مضى لوجهه (1).
ونحن نقطع بعدم صحة هذا الكلام. لان عمر لم يكن يملك مثل هذه الشجاعة، وذلك:
أولا: لما تقدم في حديث اسلامه عن البخاري وغيره، من أنه حين أسلم اختبأ في داره خائفا، حتى جاءه العاص بن وائل، فأجاره، فخرج حينئذ.
وفي بدر تكلم وأساء الكلام، حيث كان يجبن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " والمسلمين.
ثانيا: إن مواقفه الحربية كانت عموما غير مشجعة لنا على تصديق مثل هذا الكلام فلقد فر في أحد، وفر في حنين، رغم أنه يرى الخطر يتهدد