فقيرا تأذى وأعرض عنه.
والجواب:.
أولا: إن هذا يخالف القصة التي ذكروها من كونها قضية في واقعة واحدة لم تتكرر..
وثانيا: إذا كان المقصود هو الاعراض عن مطلق الفقير؟ فلماذا جاء التنصيص على الأعمى؟!.
وثالثا: هل صحيح أنه قد كان من عادة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ذلك؟!!.
المذنب رجل أخر:
فيتضح مما تقدم: أن المقصود بالآيات شخص اخر غير النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " ويؤيد ذلك:
ما روي عن الإمام جعفر الصادق " عليه السلام "، أنه قال: كان رسول الله إذا رأى عبد الله بن أم مكتوم قال: مرحبا، مرحبا، والله لا يعاتبني الله فيك أبدا. وكان يصنع به من اللطف، حتى يكف عن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مما كان يفعل به (1).
فهذه الرواية تشير إلى أن الله تعالى لم يعاتب نبيه في شان ابن أم مكتوم، بل فيها تعريض بذلك الرجل الذي ارتكب في حق ابن أم مكتوم تلك المخالفة، إن لم نقل: إنه يستفاد من الرواية نفي قاطع حتى لامكان صدور مثل ذلك عنه " صلى الله عليه وآله وسلم "، بحيث يستحق العتاب والتوبيخ؟ إذ لا معنى لهذا النفي لو كان الله تعالى قد عاتبه فعلا.