لابد في حل:
لقد استمرت قريش في تعذيب من يدخل في دين الاسلام ممن لم يكن لهم عشيرة تمنعهم. وكان الاستمرار في هذا الوضع غير ممكن. فقد كان وأصبح لا بد لهؤلاء المعذبين من العثور على موضع أمل لهم، يساعدهم على تحمل المشاق، ومواجهة الصعاب، ويجعلهم أقدر على مقاومة الضغوط التي يتعرضون لها من قبل من رفضوا أن يعترفوا بألوهية وحاكمية فوق ألوهيتهم وحاكميتهم، وآثروا الاستكبار والعناد على الرضوخ وا لانقياد.
ومن جهة ثانية: فإن استمرار هذا الوضع الذي يواجهه المسلمون، الملئ بالآلام والمشاق، لسوف يقلل من إقبال الناس على الدخول في الاسلام، ما دام أن هذا الدخول لا حصاد له سوى الرعب، والتعذيب والمصائب.
ومن جهة ثالثة: فقد كان لا بد من تسديد ضربة لكبرياء قريش وجبروتها - ولو نفسيا - لتدرك: أن قضية الدين تتجاوز حدود تصوراتها وقدراتها - وأن عليها: أن تفكر بموضوعية وعقلانية أكثر.
فكان أن اختار رسول لله " صلى الله عليه وآله وسلم " للمسلمين الهجرة