مع ابن أبي، ثم تتبعها للمسلمين، وظفرها بابن عبادة إلى آخر ما تقدم.
وقد فات هؤلاء: أن. قريشا التي عرفت بالاجتماع بعد انفضاضه فغضبت، وهاجت، ثم اتصلت بابن أبي، فأنكر ذلك، ثم بعد انصراف الحاج لحقت بالمسلمين، وآذت سعد بن عبادة الخ، لا يمكن أن تسكت عن الهجوم على محل الاجتماع، وأخذ الأنصار والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بالجرم المشهود، وتكون حينئذ معذورة أمام من تريد الاعتذار منهم. فلماذا سكتت هنا. وغضبت وتصرفت بعنف هناك.
وعلى كل حال، فقد عودنا هؤلاء أن نرى منهم كثيرا من أمثال هذه الخيانات للحق وللدين؟ لأهداف دنيوية رخيصة، وصدق المثل الذي يقول:
" لأمر ما جدع قصير أنفه ".
ولعلك تقول: كيف يمكن لرجلين: ان يقفا في وجه قريش ويرداها على أعقابها؟! وهي في إبان غضبها، وأعلى درجات تحمسها.
والجواب: أن الرجل الواحد أيضا كان يكفي لرد كيد قريش، وذلك لان هذا الرجل والرجلين يقف أو يقفان على فم الشعب، حيث لا يمكن أن يعبر إلا أفراد أو جماعات صغيرة يمكن ردها على أعقابها برد الفئة الأولى منها. وقد كان يقال: إن عمرو بن عبد ود (الذي قتله أمير المؤمنين " عليه السلام " يعد بألف فارس، وذلك لأنه وقف على فم الوادي، ومنع الف فارس من ورودها، ولم يمكن دخول الألف إلا متفرقين بسبب ضيق المكان.
سرية الاجتماع، والتقية.
إن المحافظة على سرية الاجتماع، التي بلغت الحد الذي لم يستطع حتى من كانوا ينامون مع المسلمين: أن يشعروا بشئ، ولا عرفوا