ما بعد نقض الصحيفة:
واستمر الرسول الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " يعمل على نشر دينه، وأداء رسالته، واستمرت قريش تضع في طريقه العراقيل، وتحاول أن تمنع الناس من الاجتماع به، والاستماع إليه، بكل الوسائل التي تقع تحت اختيارها.
والنبي " صلى الله عليه وآله وسلم " يتحمل ويصبر. لا يكل ولا يمل. ولم تفلح قريش في ذلك، ولا وصلت إلى نتيجة.
والاحداث التي في هذا السبيل كثيرة، لو أردنا استقصاءها لطال بنا المقام. ولا محيص لنا عن تجاوزها إلى غيرها، وإن كان يعز ذلك علينا.
وفد من الحبشة:
وقدم على النبي الأعظم الأكرم " صلى الله عليه وآله وسلم " أول وفد من خارج مكة، وبالذات، من الحبشة، ومن النصارى، وقيل: من نجران. وكان يتألف - على قول ابن إسحاق وغيره - من عشرين رجلا، وقيل غير ذلك. وكان على رأس الوفد جعفر بن أبي طالب رحمه الله (1).
فوجدوا النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " في المسجد؟ فكلموه، وسألوه، ورجال من قريش في أنديتهم حول الكعبة، وبعد دعوة الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " لهم إلى الاسلام آمنوا وصدقوا.
فلما قاموا، اعترضهم أبو جهل، وعنفهم على اسلامهم، وتركهم دينهم؟ فقالوا: سلام عليكم، لانجاهلكم، لنا ما نحن عليه، ولكم ما أنتم عليه، لم نال أنفسنا خيرا؟ فأنزل الله تعالى: " الذين آتيناهم الكتاب من