الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٣ - الصفحة ٣٠٠
مرسومة لاظهار عظيم منزلتها، وإغداق الأوسمة عليها، بثمن، أو بغير ثمن!!
وكانت هي تستغل موقعها كزوجة للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، وكأم للمؤمنين إلى أقصى الدرجات، كما أنها كانت تستفيد من حاجة الهيئة الحاكمة إليها، وكل ذلك يفسر لنا السر في أنها كانت توحي للناس بأنها أقرب زوجات النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " إليه، وآثرهن لديه؟ لجمالها، ولكونه " صلى الله عليه وآله وسلم " قد تزوجها بكرا حسب دعواها. وكان النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " كان يهتم للبكارة وللجمال (مع نقاش لنا في ذلك).
ولا ندري ما هو السر في تواضع أم المؤمنين إلى هذا الحد حتى إنها لم تر في نفسها المؤهلات لان تعتز بالدين، وبالمعاني الانسانية النبيلة أو لعلها كانت ترى أن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " لا ينطلق في حبه وبغضه من الدين والأخلاق، وإنما من الشهوة، فصورته للمسلمين على أنه رجل شهواني لا أكثر.
دخول الاسلام إلى المدينة:
وثمة خلاف بين المؤرخين في من؟ ومتى؟ وكيفية إسلام أول دفعة من أهل المدينة. ولكننا نستطيع أن نؤكد على أن الاسلام قد دخل المدينة على مراحل. فأسلم أولا: أسعد بن زرارة. وذكوان بن عبد القيس، حينما كان المسلمون محصورين في الشعب. ثم أسلم خمسة، أو ثمانية، أو ستة نفر بعد ذلك، ثم كانت بيعة العقبة الأولى، ثم كانت بيعة العقبة الثانية، وهذا هو ما يظهر من مغلطاي (1) وغيره.
ولذلك فهم يقولون: إن أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد القيس

(1) راجع سيرة مغلطاي ص 29.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست