ضروة سرية إيمان شيخ الأبطح:
ونستطيع أن نقول: إن سرية إيمان أبي طالب كانت ضرورة لا بد منها؟ لان الدعوة كانت بحاجة إلى شخصية اجتماعية قوية تدعمها، وتحافظ على قائدها، شرط أن لا تكون طرفا في النزاع. فتتكلم من مركز القوة لتتمكن الدعوة من الحركة، مع عدم مواجهة ضغط كبير يشل حركتها، ويحد من فاعليتها.
قال ابن كثير وغيره: " إذ لو كان أسلم أبو طالب (ونحن نقول:
أسلم، ولكنه كتم إيمانه واسلامه)؟ لما كان له عند مشركي قريش وجاهة، ولا كلمة، ولا كانوا يهابونه ويحترمونه، ولا يتجرأوا عليه، ولمدوا أيديهم وألسنتهم بالسوء إليه " (1).
لماذا الافتراء على أبي طالب:
وأخيرا.. فلعل ذنب أبي طالب الوحيد، هو أنه كان أبا لأمير المؤمنين علي " عليه السلام "، فالمستهدف بهذه النسبة الشنيعة في الحقيقة هو ولده، الشوكة الجارحة في أعين الأمويين، والزبيريين، وكل أعداء الاسلام. فهم يريدون النيل من علي في كل أمر يرتبط به حتى وسلط النوبة إلى أخيه جعفر، وأبيه أبي طالب " رحمه الله "، ثم إلى كل شيعته ومحبيه، بل إننا لا نكاد نرى فضيلة ثبتت له بسند صحيح عند مختلف الفرق الاسلامية الا ولها نظير في الخلفاء الثلاثة، ولكن بسند ضعيف عندهم على الأكثر، ولله الحمد وله الحجة البالغة.
ويقينا لو كان أبو سفيان أو أي شخص آخر، من آباء مخالفي علي " عليه السلام " قد عمل معشار ما عمله أبو طالب، لرأيت من الثناء العاطر عليه، والتبجيل والتقدير، والأحاديث في فضله، وماله من