وهما يريان ما به من الجهد، فارسلا إليه غلامهما عداسا وهو نصراني من أهل نينوى - بعنب، فوضعه بين يديه، فمد إليه يده، وقال: بسم الله الرحمن الرحيم، فتعجب عداس من أن يكون بهذا البلد أحد يذكر الله، وجرت بينهما مكالمة انتهت باسلام عداس. فقال أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك.
ثم انصرف " صلى الله عليه وآله وسلم " راجعا إلى مكة، فاستعد أعداؤه للقائه بأنواع من الأذى لم يعرفها من قبل.
ولكنه " صلى الله عليه وآله وسلم " كان مصمما على مواجهة كل الاحتمالات؟ حيث قال لرفيقه علي، أو زيد: إن الله جاعل لما ترى فرجا ومخرجا، وان الله ناصر دينه، ومظهر نبيه.
فطلب من الأخنس بن شريق ان يجيره ليتمكن من دخول مكة، فرفض على اعتبار انه حليف، والحليف لا يجير على الصميم (1).
ثم طلب من سهيل بن عمرو أن يجيره، فرفض أيضا، لأنه من بني عامر فلا يجير على بني كعب، فدخل مكة بجوار المطعم بن عدي، الذي تجهز ومن معه بالسلاح لحمايته؟ فأمضت قريش جواره.
ويقول البعض: إنه رد عليه جواره من أول يوم وصوله. وقال آخرون: بل استمر في جواره مدة.
هكذا باختصار يروي المؤرخون قضية الهجرة إلى الطائف، ثم العودة منها.
هجرات أخري له " صلى الله عليه وآله وسلم ":
ويقولون أيضا: إنه بعد وفاة عمه خرج إلى بني صعصعة، ومعه