وأما القول بوجود تعارض بين آية سورة الإسراء، وبين الروايات الدالة على المعراج، على اعتبار: ان الآية تدل على أن انتهاء السير كان في المسجد الأقصى، ولم يكن بعده سير.
فلا يصح؟ لان هناك رحلتين مختلفتين من حيث الكيفية والقصد.
وقد كان انتهاء الرحلة الأولى في المسجد الأقصى، ولم يتعلق غرض في الآية ببيان الرحلة الثانية أصلا.
سؤال هام وجوابه:
واما لماذا لم يذكر المعراج في القرآن صراحة، كما كان الحال بالنسبة إلى الاسراء.
فلربما يكون السر في ذلك هو ان الاسراء أمر قريب إلى الحس، فالتصديق به يكون أيسر وأقرب.
وإذا كانوا قد صعب عليهم التصديق بالاسراء، بل واستهزؤا وشنعوا عليه ما شاء لهم بغيهم وحنقهم. رغم أنه قد أخبرهم بما جرى للقافلة التي رآها في طريقه، وبأنها قد أضلت بعيرا، وكسرت فيها ناقة حمراء في الوقت الفلاني، وبان لهم صدقه في ذلك. ورغم أنه " صلى الله عليه وآله وسلم " وصف لهم بيت المقدس وصفا دقيقا، يعلمون صحته وصدقه، مع علمهم بعدم رؤيته " صلى الله عليه وآله وسلم " له فيما مضى.
وأيضا، إذا كان بعض ضعفاء المسلمين قد ارتدوا، حين أخبرهم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " بقضية الاسراء (1)، الذي هو من جملة