وتركوك قائما، قل: ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة) (1)؟ فإن ذلك يشير إلى أن الجمعة كانت قد شرعت قبل ذلك. وأن هذا كان سلوكهم معه " صلى الله عليه وآله وسلم ".
ويؤيد ذلك: ما أخرجه الدارقطني، عن ابن عباس، قال: أذن النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " الجمعة قبل أن يهاجر، ولم يستطع ان يجمع بمكة؟ فكتب إلى مصعب بن عمير: أما بعد، فانظر اليوم الذي تجهر فيه اليهود بالزبور، فاجمعوا نساءكم وأبناءكم، فإذا مال النهار عن شطره عند الزوال من يوم الجمعة، فتقربوا إلى الله بركعتين. قال: فهو أول من جمع، حتى قدم النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " المدينة، فجمع بعد الزوال من الظهر، وأظهر ذلك (2).
وثمة روايات تفيد: أن أول من جمع بهم هو أسعد بن زرارة (3) وسيأتي بعض الكلام أيضا حول صلاة الجمعة في آخر هذا الجزء إن شاء الله تعالى.
بيعة العقبة الثانية:
وعاد مصب بن عمير من المدينة إلى مكة، فعرض على النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " نتائج عمله؟ فسر بذلك نبي الاسلام سرورا