6 - ولم يكن ثمة وسائل إعلام تنقل الخبر من أقص الأرض إلى أقصاها بسرعة مذهلة؟ لتتوجه الانظار إلى ما يحدث.
7 - والتاريخ الموجود بين أيدينا ناقص جدا، فكم كان في تلك المئات والآلاف من السنين الخالية من كوارث وزلازل، وسيول عظيمة أهلكت طوائف وأمما، وليس لها مع ذلك في التاريخ أثر يذكر. بل إن زرادشت وقد ظهر في دولة عظيمة، وله أثر كبير على الشعوب على مدى التاريخ، لا يعرف حتى أين ولد ومات ودفن، بل ويشك البعض في كونه شخصية حقيقية، أو وهمية.
وبعد ما تقدم: يتضح أنه لا يجب أن يعرف الناس بانشقاق القمر، ولا أن يضبطه التاريخ بشكل واضح (1) كما هو معلوم.
وثانيا: لم يكن في المنطقة العربية وغيرها مرصد للأوضاع السماوية، وإنما كانت المراصد موجودة في المشرق والمغرب لدى الروم واليونان، وغيرهما. ولم يثبت وجود مرصد في هذا الوقت.
على أن بلاد الغرب، الذين كانوا معتنين بهذا الشأن بينها وبين مكة من اختلاف الأفق ما يوجب فصلا زمانيا معتدا به. وقد كان القمر على ما في بعض الروايات بدرا قد انشق حين طلوعه، ودام مدة يسيرة، ثم التأم، فيقع طلوعه في بلاد المغرب وهو ملتئم ثانيا (2).
امكان الانشقاقي والالتيام علميا:
ويبقى هنا سؤال. وهو أنه هل يمكن علميا الانشقاق في الاجرام السماوية؟، وإذا أمكن الانشقاق، فإنما يمكن ببطلان التجاذب بين الشقتين حينئذ؟ فيستحيل الالتيام بعد الانشقاق.