ثم يحكمون بالكفر على أبي طالب الذي ما فتئ يؤكد ويصرح عشرات المرات، في أقواله وفي أفعاله، ويعلن بالشهادة لله بالوحدانية، ولنبيه " صلى الله عليه وآله وسلم " بالنبوة والرسالة؟!.
وان حال أبي طالب مع الأمويين وأشياعهم مثل حال النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " مع المشركين الذين حكى القرآن عنهم بقوله: (وقالوا: لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا. أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا. أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا، أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء، ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه الخ..) (1).
والأمويون وأشياعهم يقولون: لن نقر بإيمان هذا الرجل ولو تضافرت على ذلك كل الأدلة والشواهد، وحتى لو نص الله ورسوله عليه، فبئس الخلف من الأمويين وأشياعهم لبئس السلف من طواغيت الجاهلية وعتاتها.
ي - وبعد كل ما تقدم نقول:
إن اسلام أي شخص أو عدمه، إنما يستفاد من أمور أربعة:
1 - من مواقفه العملية، ومواقف أبي طالب، قد بلغت الغاية التي ما بعدها غاية في الوضوح والدلالة على اخلاصه وتفانيه في الدفاع عن هذا الدين.
2 - من اقراراته اللسانية بالشهادتين، ويكفي أن نشير إلى ذلك القدر الكثير منها في شعره في المناسبات المختلفة.
3 - وإما من موقف ممثل الاسلام ورائد الحق النبي الأعظم " صلى