القريبة من الحس، التي كانت تحيط به، أو يلتمس آثارها عن قرب.
وذلك من قبيل الفرس، والسيف، والقمر، والنجوم، والماء والكلاء، ونحوها، ويشعر بالحب، والبغض والشجاعة وغير ذلك.
فكان - والحالة هذه - لا بد من فتح عيني هذا الانسان على الكون الارحب، الذي استخلفه الله فيه، ليطرح على نفسه الكثير من التساؤلات عنه، ويبعث الطموح فيه للتعرف عليه، واستكناه أسراره، وبعد ذلك احياء الأمل وبث روح جديدة فيه، ليبذل المحاولة للخروج من هذا الجو الضيق الذي يرى نفسه فيه، ومن ذلك الواقع المزري، الذي يعاني منه.
وهذا بالطبع ينسحب على كل أمة، وكل جيل، وإلى الأبد.
ورابعا: والاهم من ذلك: ان يلمس هذا الانسان عظمة الله سبحانه، ويدرك بديع صنعه، وعظيم قدرته، من أجل ان يثق بنفسه ودينه. ويطمئن إلى أنه بإيمانه بالله، إنما يكون قد التجأ إلى ركن وثيق لا يختار له الا الأصلح، ولا يريد له الا الخير، قادر على كل شئ، ومحيط بكل الموجودات.
وخامسا: وأخيرا، انه يريد ان يتحدى الأجيال الآتية، ويخبر عما سيؤول إليه البحث العلمي - من التغلب، على المصاعب الكونية، وغزو الفضاء؟ فكان هذا الغزو بما له من طابع اعجازي خالد هو الأسبق والأكثر غرابة وابداعا؟ وليطمئن المؤمنون، وليربط الله على قلوبهم، ويزيدهم ايمانا كما قلنا.
الاذان:
ونحن نعتقد: أن الأذان قد شرع في مناسبة الاسراء والمعراج كما جاء في الخبر الصحيح، ولكنهم إنما يذكرون ذلك بعد الهجرة؟ فنحن نرجئ الحديث عنه إلى هناك، إن شاء الله تعالى.