قال أبو قرة: فإنه يقول: " ولقد رآه نزلة أخرى "؟
فقال م بو الحسن " عليه السلام ": إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى، حيث قال: " ما كذب الفؤاد ما رأى "، يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى، فقال: " لقد رأى من آيات ربه الكبرى "؟
فآيات الله غير الله، وقد قال الله: " ولا يحيطون به علما ". فإذا رأته الابصار؟ فقد أحاطت به العلم، ووقعت المعرفة.
فقال أبو قرة: فتكذب بالروايات؟!.
فقال أبو الحسن " عليه السلام ": إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها. وما أجمع المسلمون عليه: أنه لا يحاط به علما، ولا تدركه الابصار، وليس كمثله شئ (1).
وفي الرواية دلالة على حجية ظواهر الكتاب، وعلى حجية السياق القرآني أيضا. صلوات الله وسلامه عليك يا أبا الحسن وعلى ابائك وأبناءك الطاهرين، فإنكم ما زلتم حصون الاسلام، والمدافعين عنه، والباذلين مهجكم في سبيله، فأنتم مصابيح الدجى، والعروة الوثقى، والحجة على أهل الدنيا.
الاسراء من المسجد:
صريح القرآن: أن الاسراء كان من المسجد، وجاء في عدد من الروايات: أنه كان من بيت أم هاني (2) واحتمل السيد الطباطبائي أن يكون (1) أصول الكافي ط سنة 1388 في إيران ج 1 ص 4 75 / 75. والبرهان للبحراني ج 4 ص 248.
(2) السيرة النبوية لابن هشام ج 2 ص 43.