تساؤلات حائرة..
وأخيرا فلا ندري كيف يمكن فهم وتعقل ما ذكرته بعض الروايات من أنه إنما حدث " صلى الله عليه وآله وسلم " نفسه بتلك الفقرات؟ فكيف علم قومه بذلك حتى فعلوا ما فعلوا، ثم بلغ الخبر إلى المسلمين في الحبشة، فجاؤوا.
وكذا قولهم: إن المشركين قد حملوا رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " وطاروا به في مكة من أسفلها إلى أعلاها، فكيف لم يتسأل النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عن سر هذا التبدل العظيم في موقف قومه؟!
وقولهم: إن هذه القضية قد كانت بعد شهرين من الهجرة إلى الحبشة، نقول فيه، إنهم يقولون: إن عودة مهاجري الحبشة قد كانت بعد شهرين أيضا. فهل وصل إليهم الخبر بالتلكس، أو بالتلفون، وهل جاؤوا بالطائرة، أم بالصواريخ؟!
إلا أن يكون المراد أنهم بدأوا بالتوجه نحو مكة بعد شهرين من هجرتهم، وإن كان هذا بعيدا عن ظاهر اللفظ.
وكذا قولهم: إنه لما عرض " صلى الله عليه وآله وسلم " السورة على جبرائيل، وقرأ الفقرتين، أنكرهما جبرائيل فقال " صلى الله عليه وآله وسلم ": قلت على الله ما لم يقل؟ فأنزل الله، وإن كادوا ليفتنونك.
نقول فيه: إن الخطاب في الآية للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم ": أن الناس كادوا يفتنونه، مع أن الرواية تنص على أن الشيطان هو الذي كاد ان يفتنه.
إلى غير ذلك من موارد الضعف والوهن والتناقض التي يمكن تلمسها في هذا المجال.