عليه وآله وسلم " منذئذ أهلا لان يكون أخاه، ووصيه، وخليفته من بعده.
وهي الدرجة التي قصرت همم الرجال عن أن تنالها، بل وحتى عن أن يدخل في وهمها: أن تصل ولو في يوم ما إليها، وتحصل عليها.
ولكن عليا كان منذ نعومة أظفاره هو السباق إليها دون كل أحد؟ لأنه عاش في كنف الرسول، وكان " صلى الله عليه وآله وسلم " كفيله ومربيه، وكان يبرد له الطعام، ويشمه عرفه، وكان يتبع الرسول اتباع الفصيل أثر أمه، وكان كأنه ولده (1). وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
ه - موقف أبي لهب:
ولقد أدرك أبو لهب مغزى تلك الدعوة، ورأى أن الامر قد بلغ مرحلة الجد. وها هو يرى بام عينيه معجزة أخرى، تضاف إلى الكثير مما رآه من معاجز وكرامات للنبي " صلى الله عليه وآله وسلم "، طيلة السنوات الكثيرة التي عرف فيها النبي وأحواله - فيرى أن فخذ شاة، وعسا من لبن، يكفي أربعين رجلا.
وأبو لهب هو ذلك الرجل الذي يعرف طبيعة وأهداف هذا الدين الذي يبشر فيه محمد " صلى الله عليه وآله وسلم ". وأنه لا يقيم وزنا لأي امتياز أو مكسب شخصي حصل عليه الانسان من طريق الابتزاز والظلم، وسائر أنواع التعدي والانحراف. إذن، فلا بد لأبي لهب، بحسب منطقه