جنب السراج لم يطفئه من سكينته ولو يمشي على القضيب الرعراع يعني اليابس لم يسمع من تحت قدميه إلى آخر الرواية فإن فيها طولا وقد ساقها الجلال السيوطي في الخصائص الكبرى وشعياء هذا كان بعد داود وسليمان وقبل زكريا ويحيى عليهم الصلاة والسلام ولما نهى بني إسرائيل عن ظلمهم وعتوهم طلبوه ليقتلوه فهرب منهم فمر بشجرة فانفلقت له ودخل فيها وأدركه الشيطان فأخذ بهدبة ثوبه فأبرزها فلما رأوا ذلك جاءوا بالمنشار فوضعوه على الشجرة فنشروها ونشروه معها وكان من جملة الرسل الذين عناهم الله تعالى بقوله * (وقفينا من بعده) * أي موسى * (بالرسل) * وهم سبعة وهو ثالث تلك الرسل السبعة أي وهو المبشر بعيسى وبمحمد صلى الله عليهما وسلم فقال يخاطب بيت المقدس لما شكا له الخراب وإلقاء الجيف فيه أبشر يأتيك راكب الحمار يعني عيسى وبعده راكب الجمل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وتقدم في وصفه صلى الله عليه وسلم أنه يركب الحمار والبعير وقد يقال لا مخالفة لأنه يجوز أن يكون عيسى اختص بركوب الحمار بخلاف محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كان يركبهما هذا تارة وهذا أخرى فليتأمل ومن جملتهم أرمياء قيل وهو الخضر والله أعلم واسمه صلى الله عليه وسلم في الزبور حاط حاط والفلاح الذي يمحق الله به الباطل وفارق وفاروق أي يفرق بين الحق والباطل وهو كما تقدم معنى فارقليط أو بارقليط بالفاء في الأول والموحدة في الثاني وقيل معناه الذي يعلم الأشياء الخفية وفي الينبوع ومن الألفاظ التي رضوها لأنفسهم يعنى النصارى وترجموها على اختيارهم أن المسيح عليه الصلاة والسلام قال إني أسأل الله أن يبعث إليكم بارقليط آخر يكون معكم إلى الأبد وهو يعلمكم كل شيء ويفسر لكم الأسرار وهو يشهد لي كما شهدت له ويكون خاتم النبيين ولم يشهد له بالبراءة والصدق في النبوة بعده إلا محمد صلى الله عليه وسلم وقد ذكر صاحب الدر المنظم بإسناده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر رضي الله تعالى عنه يا عمر أتدري من أنا أنا الذي بعثني الله في التوراة لموسى وفي الإنجيل لعيسى وفي الزبور لداود ولا فخر أي لا أقول ذلك على سبيل الافتخار بل على
(٣٥٢)